الخميس، 15 سبتمبر 2011

أضغاث أحلام

استيقظت هذا الصباح فزعًا من هذا الحلم:

كان هناك أشياء كثيرة لا أذكرها، لكني أذكر أني أركب دراجتي وأسير في طريق يبدو طريقا للسفر، مظلم، وأعدو بدراجتي محاولا الهروب من كل مخاوفي، يتجسد لي على الجانبين: أبو عين واحدة، وأبو رجل مسلوخة، وأمنا الغولة، والأمريكان في سجن أبو غريب، ومسخ فيلم الصرخة، وأشياء كثيرة، وأنا أعدو بدراجة لا تشبه دراجتي الحقيقية في شيء، دراجة بطيئة مكبلة، والطريق مظلم، حتى ينتهي كل شيء فجأة ويهل الفجر، وأسمع صوت أخي يناديني فأذهب نحوه، وأضطر لعبور الطريق فأنزل من فوق دراجتي وآخذها مشيًا إليه، كان بعيدًا عني بمسافة ليست كبيرة ولا صغيرة، ورأيته يقف مع أربعة: ثلاثة منهم بجلاليب ولحى طويلة، وواحدٌ منهم شعره ولحيته لونهم برتقالي، والرابع والأخير كان يرتدي قميصًا وبنطلونا عاديين، وحليق الوجه، وعرفت في الحلم، ولأنه حلم، أنه من الإخوان المسلمين..

كان الملتحي ذو الشعر البرتقالي يعرض على أخي شيئا فقال أخي لا، فمد هو يده على كتف أخي ودفعه دفعةً صغيرة فدفعه أخي هو الآخر، فاتجهت نحوهم مسرعًا وضربت ذا الشعر الملتحي في قدمه برجلي، فالتفت نحوي ثاني وبدأ يحاول ضربي، وظهر أصدقاؤنا: طارق وعبد الرحمن، ولا أعرف من أين، كان الملتحين عماليق، وكان الإخوانجي يحاول تصفية الأمور من ناحيتهم، وطارق من ناحيتنا، ثم بدأت المشادة تصل إلى صراع سياسي، وبدأنا نشتمهم ويشتمونا، ودخلنا في صراع بدني تافه، كنا نحن نحاول أن نقفز فوق رقابهم لنتعلق بها، كما قلت كانوا عماليق، وكانوا رغم عملقتهم ضعافا فلم يستطع أحدهم أن ينزلنا من فوق عنقه، وظهر لنا سيدات بلطجيات كما يظهرن في التلفزيون والأفلام، مشوهات الوجوه ويتسربلن بعبيان سوداء، ويمسكون سيوفا طويلة تلمع، فخفنا جميعا وقلنا هيا نهرب، لكن السلفيين قالوا ضاحكين أنهم لا مشكلة عندهم في الموت فهم سيدخلون الجنة، أغاظنا هذا أكثر، فقلنا لهم كيف تضمنون الجنة وأبو بكر نفسه كان لا يضمنا رغم أنه بُشر بها، ثم هربت أنا وطارق خلفي، وكان عبد الرحمن ومازن لا زالا في المعمعة، ولما وصلت لدراجتي، وجدت السيدات قادمات نحوي وأخريات يحاصرن أصدقائي والسلفيين والإخوانجي من الخلف، وسمعت أخي يصرخ، فجرى طارق لينقذه، ووقفت أنا للحظة، وفكرت، إن عدت للخلف فلن أستطيع أن أنقذ أحدًا، وإن هربت فسأكره نفسي، ثم أني لا أستطيع أن اترك أخي، قررت أن أرجع إليهم وأشاركهم المصير الدامي...

وكان عسكري من الجيش يقف على مرمى فنظرت في عينيه والسيوف تقترب مني، فوجدته يجلس على الأرض حزينا ويرفع إصبعه إلى السماء...

ثم استيقظت فزعًا وأنا أتفل على يساري ثلاثا، وأدعو الله أن تكون أضغاث أحلام.




إشارة: هذا الحلم حلمت به اليوم 15 - 9 -2011 بالفعل ربما في الساعة 11 صباحا حيث استيقظت فزعا في ذلك التوقيت.

الأحد، 23 يناير 2011

عن الكتاب الورقي الأول (4) و2010 وثورة الياسامين

متوقع طبعًا أن تكون هذه الزوبعة تتحدث عن الزوبعة التي حدثت في تونس الخضراء، لكن ربما لأني أصبحت أبًا سيئا لا أزور ابنتي إلا لمامًا؛ أصر على أن أبوح لابنتي ببعض الأسرار أولا وببعض الاجتهاد يمكنني تلخيص التدوينة في ثلاثة أشياء رئيسية:

أولا:

الكتاب الورقي الأول والذي سيصدر للعبد لله في معرض الكتاب 2011 بأمر واحد أحد والكتاب مشاركةً مع الصديق (محمد جلال) ولأنه الكتاب الأول والخطوة الأولى فالكتاب من أدب الرعب، رعبٌ مصريٌ كما أحب أن أقول، ولا أحبذ أن أتحدث عن مضمون الكتاب الآن، لكني فقط أستطيع أن أعد كل من سيقرأه أنه لن يجده تقليديًا بأي شكلٍ كان.

الأمر بسيط فالمؤلفان (أنا ومحمد) يهتمان كثيرا بالأدب الإنساني أكثر من الرعب وما شابهه، وهذا يجعلك تتخيل أن الكتاب يحمل لمحة من الرعب في محيط من الواقعية.. صدقني الواقع مرعب أصلا بما يكفي!

الكتاب يصدر عن دار المصري للنشر والتوزيع لصاحبها العزيز يوسف ناصف، وهنا لا يزعني إلا شكره شكرًا جزيلا على هذه الفرصة التي أتاحها لنا وآمل من الله أن يجعلها فتحة خير علينا وعليه.

ولابد أن أشكر هنا صديقين عزيزين للغاية على كامل الدعم: مصطفى جلال ، وشيماء عصام.

وهنا أيضًا لابد لي من شكر الصديق الأثير دكتور محمد الدسوقي حاصد الجوائز كما يلقب، على كل الدعم الذي يمنحني إياه في كل خطوة وعلى آرائه التي لا يبخل بها مطلقا عليّ أو على غيري.. فـ شكرًا كبيرة للغاية لد. محمد الدسوقي.

أما حماده زيدان الصحفي المطحون المنياوي الأصل فهو يستحق الشكر ربما أكثر من مرة، فهو بالمناسبة من قدم قصة دنيا رجال لساقية الصاوي حتى أني أفكر جديًا إن كنت سأشترك هذه السنة في المسابقة أن أرسل له القصة ليشركها هو!

غلاف الكتاب تصميم الفنان عبد الرحمن الصواف وأشكره شكرًا جزيلا على تعاونه الفياض معنا لإخراج الغلاف سريعًا لإلحاق الكتاب بالمعرض.

غلاف الكتاب:


المكتوب على الغلاف الخلفي:

بالطبع تقرأ الغلاف الخلفي كي تفهم مضمون الكتاب..

الموضوع بسيطٌ للغاية..

عد معي:

واحد

اثنان

ثلاثة

أربعة

لم تفهم شيئا؟!

حسنا .. هذا مقصودٌ تمامًا!


ثانيًا:

2010 تلك السنة العابرة كرمشة عين، ربما تلك السنة لم تكن كما توقعت مطلقا علها أفضل، والغريب أن نصفي السنة يختلفان!

النصف الأول حصدت فيه جائزة ساقية الصاوي ثم حدث لي ما يشبه الحادث من موقفٍ صدمني بعنف، وفي النصف الثاني اختلفت الحياة تمامًا..

أحيانا تتعرف على شخصٍ ما فيحيل حياتك جنة، فالنصف الثاني من السنة لم أستطع الإكتئاب فيه مطلقا (تخيل!) والاكتئاب هو سر نجاح أي قصة إن شئت رأيي.. قد أعاني من قلة في الإنتاج حاليًا نوعًا ما، لكن كل ما يُنتج أعتقد أنه يكون شيئا جديرًا باحترام الناس ويستحق أن يُقرأ.
وقرب نهاية السنة أنهيت أشياءً كثيرة وذيولا نبتت في 2009 وأستطيع أن أقول أني أصبحت رجل امرأةٍ واحدة إن جاز التعبير، وهي تستحق ذلك بالمناسبة!

ربما حياتي لا تخص كثير، لكن دعني أكون صريحًا معك، عندي إيمان مطلق أن من يقرؤون زوبعاتي لا يتعدون الخمسة وبالكاد قد يصلوا إلى عشرة! وهم غالبًا أصدقائي فلا ضير إذن!

نذهب إلى ثالثا:

تونس وثورة الياسامين ربما البعض لم يعرف بأمر تسمية ثورة تونس بثورة الياسامين، لكن من أطلق عليها هذا الاسم هو مذيع النشرة الفرنسية في التلفزيون الفرنسي وللأسف لا أذكر اسمه، وقد سماها بهذا الاسم لأن التونسيين يحتكرون صناعة الياسامين في فرنسا!

بصراحة إن ما حدث في تونس شيئا يجب أن نقصه على أولادنا وأن نبقيه نصب أعيننا حتى لو انتهى الأمر بفشلٍ ذريع أو حتى بفناء التونسيين عن بكرة أبيهم.. الهزيمة لا تعني العار، هنا حقا يكفي شرف المحاولة الجادة لتغيير واقعٍ مرير تحياه كل الدول العربية شرقا وغربًا، وأنا آمل حقا ألا تُهزم إرادة التوانسة.

لا تفرق البدايات كثيرًا ولكن المهم هي النتيجة التي ترتبت عليها، بوعزيزي حين أحرق نفسه لم يكن يفكر في أي ثورة، لم يكن يعلم أن وراءه شعبًا سيثور، لكن الشعب فعلها، وإن شئت رأيي فهؤلاء الذين أحرقوا أنفسهم في مصر حفنة من الحمقى، إن كانت مصر تريد أن تتحرك كانت تحركت منذ حادثة خالد سعيد، أو حتى من قبلها بكثير.. شعب مصر شعب خنوع، منذ عهود الفراعنة وهو يؤله حاكمه ويعبده!

لست أثبط العزائم لكن لنكن واقعيين، كيف يمكن حدوث ثورة يوم 25 يناير والأمن برمته يستعد لها شرطة وجيشا. قمة الغباء أن تقول لشخص سأضربك يوم الخميس خمسون ضربة مفاجئة، بالطبع سيأخذ احتياطاته التامة والمطلقة. هذا إن فرضنا أنه سيتجمع أحدٌ للثورة من أساسه. ما أسهل الثورة على الفيس بوك! ضغطة لايك وكومنت وتصبح جيفارا زمانك! وساعة الجد تعمل لوج أوت!!

في الواقع لا أستبعد أن يكون صاحب فكرة الثورة ومؤسس صفحات خالد سعيد هذا أحد رجال أمن الدولة أصلا!

البلاد تحتاج إلى تغيير حقيقي وليس إلى انقلاب أو ثورة مثلما حدث في تونس، والتغيير الحقيقي يبدأ من الداخل، من النفوس ذاتها، نحتاج أن نغير نفوسنا، أن نحررها من خوفها أو غطرستها أولا قبل التفكير في شيءٍ آخر، أن نعيد أحاسيسًا ومواقف قتلناها إلى الحياة.

قرأت عن حادثة اغتصاب حدثت في ميدان التحرير في القاهرة ساعة العصر والناس خارجة من شغلها! اغتصاب في وضح النهار أمام الناس!! بصراحة لا أجد تعليقا.

ويأملون في ثورة!

وقرأت أيضًا في أحد مقالات هشام عبيه في الدستور الأصلي حين كان يصدر، عن رجل ركب ميكروباص 14 راكب وحين وصل الطريق الصحراوي أخرج مسدس صغير وأشار للسائق أن يقف وأنزل امرأتين وبنت صغيرة (بنت إحداهن) وهن كل النساء اللاتي كن في الميكروباص وأمر السائق بالمغادرة وهو لا يزال يحمل 10 ذكور ركاب (ولا أقول رجال).. أخذ النساء فاغتصبهم في الصحراء وتركهم!!

ويريدون ثورة!!

وعايشت القصص التي تُحكى عن طلبة المدارس الخاصة الفرنسية واللغات ورعاية الطلبة وكل هذه المدارس وهم يمتحنون الإعدادية فيسخرون من الملاحظين وكل لحظة يصر واحد أو واحدة على رفع هاتفه إلى أذنه (في اللجنة!) ليقول لأبيه (أقصد بابي!): الحقني يا بابا الملاحظين دول شادين عليا وموترين لي أعصابي!! فيأتي أباه الغضنفر المستشار الكبير بعربته المرسيدس 2011 ووراءه ثلاث عربات من البوكس ليمسح بكرامة الملاحظ (الموظف الغلبان في وزارة التربية والتعليم) الأرض! هذه تربية أولاد الذوات إذن!

أتحسب هؤلاء يحلمون بثورة؟ أعتقد أن هؤلاء هم أول من سيعادي الثورة وسيحاول دحرها! إنتَ عايز ثورة تساوي الرؤوس ويبقى الظابط زي الموظف والمستشار زي المدرس؟ خسئت!

على رأي من قال: حين قال بوعزيزي للشعب التونسي ثور قاموا بالثورة، وحين قال خالد سعيد للشعب المصري ثور قالوا احلبوه!


في 23 يناير 2011