الأحد، 5 يوليو 2009

لا داعي للخوف!!!


" لا داعي للخوف " من أولى القصص اللي كتبتها، بحبها جداً وبحس إنها بتحمل ملمح من ملامح شخصيتي، أو شخصية البشر عموماً، ففي داخل كل منا سفاح مجنون، سادي النزعات، يمنعه التحضر من إخراج عقيرته السوداء على الأخرين، لم يعد غريباً أن نسمع عن التعذيب، لم يعد شاذاً أن نسمع عن القتل بعد تعذيب الضحية، كل هذا بداخلنا جميعاً، الخيربداخلنا ينجح - غالباً - في كبح جماح تلك الشرور، لكن حين تتاح لنا الفرصة نخرج ساديتنا بكل غرور، نسحق ذلك العنكبوت المسكين لمجرد أنه عنكبوت وأنه مسكين وأنه صغير، غير مقدرين أن هناك قوة أكبر منا قد تسحقنا سحقاً إذا شاءت....

كنت قد أنهيت قراءة قصة إدجار ألان بو الرائعة: ( القط الأسود )، وتأثرت بها كثيراً ووجدت " لا داعي للخوف " تلح في الظهور، وقد كان!!

اشتركت في جروب أكثر من رائع ونزلت فيه القصة اسمه جروب ( قصص رعب )، أحب جروب لقلبي فعلاً على الفيس بوك، ويمكن هو الوحيد اللي بشارك فيه بفاعلية قوية، أتمنى أشوفكم كلكم هناك...

مجلة ( كلمتنا ) - معرفش حد عارفها هنا ولا لأ؟! - نشرت الخبر اللي في الصورة فوق، أشادت بالجروب، ولسبب ما أشاد الصحفي - كتر خيره - بقصتي " لا داعي للخوف "، مش عارف ده ضعف نظر منه، ولا مقراش غيرها، ولا القصة فعلاً تستحق؟!

قررت أجيبهالكم انهارده عشان أعرف منكم هل القصة فعلا تستحق ولا ...............


شكر خاص جداً للصديقة العزيزة جداً: (آية)، هى اللي قرات المجلة واكتشفت الخبر وصورته ورفعته كمان، فدي فرصة إني أشكرها مرة تانية...

شكراً جزيلاً يا (آية)...

أسيبكم مع القصة..........

***

" لا داعي للخــــــــوف "



وحيداً بعيداً عن هذا العالم البغيض الذي تعيشون فيه.. أعيش..

غامضاً صامتاً صارماً.. غاضباً..

أجلس في شرودٍ أتأمل في الجبال أمامي، يا لها من منطقة جميلة منعزلة!..

أفيق من تأملاتي على صوتٍ غريب في كوخي الصغير..

أدخل في حذر.. لو كان لصاً فقد خاب أمله.. أنظر حولي..

لا شيئ على الإطلاق.. مجرد الأواني المحطمة التي أحطمها في لحظات الغضب..

لا شيئ على الاطلاق!..

بقيت الغرفة الصغيرة التي أضع فيها حقائبي..

دخلت في حذر لأجد قطاً صغيراً يلهو في حقيبتي..

لقد مرَّ ذلك الوغد من تحت الباب، فالغرفة لا نوافذ فيها على الإطلاق..

غضبت من هذا الحقير.. كيف يجرؤ على اقتحام خلوتي؟؟!

أمسكته وكدت أهشم رأسه فأطلق مواءً خافتاً في ذعر..

فابتسمت وقد جاءت لي فكرة ما، وقلت له :

- لا داعي للخوف يا صغيري، فأنا لن أقتلك.. فقط سنلهو قليلاً..

وضعته داخل قفصٍ صغير أصطاد فيه الفئران لأكلها في هذا المكان النائي..

ظل يموء في عصبية شديدة وأنا أخرج المطرقة والإزميل، وأصنع بهما ثقباً في الجدار له نفس قطر خرطوم المياه الذي أملكه..

أتممت عملي الشاق الدقيق بعد دقائق، ووقفت أتأمله في فخر لحظات، ثم أوصلت طرف الخرطوم بصنبور المياه ومررت الطرف الأخر خلال الثقف الدقيق.. ثم حملت القفص - والقط داخله - ووضعته على أرض الغرفة..

ثم فتحت له الباب..

أراد أن يهرب فركلته بقدمي، ليدخل إلى الغرفة ثانيةً مُجبراً ضعيفاً..

أغلقت الباب خلفي، وفتحت الصنبور، ثم أحضرت كرسياً، وجلست أستمع إلى صرخاته في تلذذ..

لم يكن أمامه مفلت.. لقد تركته يعاني..

الهواء ينفذ بسرعة، فهو يستهلكه بكميات كبيرة بصراخه..

لا منفذ للهروب..

الماء يملأ الغرفة ببطء..

لا مفر أمامه إلا الموت..

لكنه مازال يقاوم وإنه لعمري شيئ مسلٍ للغاية، وممتع للغاية..

جلست متلذذاً أفكر.. وخطر إلي بالي فكرة بحق أعترف أنها شيطانية..

ظللت جالساً حتى هدأ القط تماماً، ثم فتحت الباب، وحملت جثته ورميتها في الغابه المنبسطة أمامي..

ونزحت الماء إلى الزروع من حولي..

ثم خرجت من كوخي وعزلتي، وذهبت للطريق.. كان النهار انتصف.. لم أكن أملك ساعة بالطبع لكني اعتدت أن أعرف الوقت من الشمس..

ورغم أننا كنا بالنهار إلا انه لم يكن هناك أحدٌ يمر على الإطلاق فجلست في الظل متأملاً..

حان المغيب.. ولمحت تلك السيارة العابرة، فحملت فأسي وألقيتها بكل قوتي على زجاج السيارة المسرعة..

فوجئ السائق.. وحاول أن يسيطر على نفسه لكن السيارة انقلبت به..

ذهبت إليه، فوجدته فتاة، صغيرة في السن، تحمل حقيبة بها مبلغ كبير من المال..

لم أكن راغباً في مالها ولا سيارتها ولا حتى راغباً فيها..

حملتها على كتفي، وانطلقت في طريقي إلى كوخي، وحين وصلت وضعتها في تلك الغرفة الصغيرة..

ثم ألقيت فوق وجهها دلواً من الماء حتى تستعيد وعيها..

أفاقت ولما رأتني صرخت في قوة...

ضحكتُ.. وقلت لها :

- إصرخي.. فلن يسمعك أحد..

قالت في رعب :


- ما.. ماذا تريد مني؟؟

قلت لها وأنا أبتسم ابتسامة عريضة :

- لا داعي للخوف يا صغيرتي، فأنا لن أقتلك.. فقط سنلهو قليلاً..

واتسعت ابتسامتي..

أكـثــر..

وأكـثر..

وأكـثر….


في 16 أغسطس 2008

هناك 8 تعليقات:

Mostafa Galal يقول...

رهيـــــــــــــــــــــبه يا ميسره


جو اون يا ابني


ولا داعي للخوف

Mysara يقول...

ربنا يكرمك يا صاصا :))

هجو اون إن شاء الله بلا خوف :))

منورني يا صاحبي :))

بسنت صلاح الدين يقول...

ايه يا سيدى الرعب ده بس بس جامده والله ربنا يوفقك،الكلمات مؤثره اوى اوى و الفاظ متلائمه مع الجو العامنو الف مبروك على المقال الرائع ده،انت تستاهله

Unknown يقول...

ايه يا ميسره بو ^^
قصة جميله و لذيذه :)
هاتيجي يأبني امتى ؟ :)

أية جمال يقول...

اكيد القصه رائعه وانت تستحق اكتر من كده وان شاء الله المره الجايه اسمك ينزل جنب اشاده بقصه ليك.ودى اقل حاجه ممكن اعملها اعبر بيها عن اعجابى بابداعاتك
وانا اللى ميرسى ليك.

Mysara يقول...

ميرسي يا بسنت :)

الحمد لله انها نالت اعجابك :))

Mysara يقول...

هيثوم :))

جاي قريباً يا كبير :))))

Mysara يقول...

على ايه يا أية :)

ايه الكلام الكبير ده كله ربنا يكرمك :)

منوراني