
(1)
يقف تائه البصر، يحاول ألا ينظر لأسفل قدر إمكانه، ينتظر حيناً حتى ينتهي الرجل من تلميع حذائه، يستعد لعبور الطريق، حين تمر أمامه سيارة سوداء لامعة، يري فيها انعكاس الرجل وهو ينحني ليلمع حذاء زبون أخر، ويراه ينظر نحوه وهو في غاية السعادة، فيتمتم:
- لكم أحبك يا أبي!
ويكمل طريقه نحو الجامعة...
***
(2)
أعطاه حذاءه ليحيك له الرقعة رقم ألف فيه، انتظر قليلاً حتى انتهى الصبي الصغير من معاناة تصليحه، قبل أن يناوله إياه بابتسامة، نظر للصبي قليلاً وتأمل القذارة التي تغطيه، ربت على رأسه، أخرج من جيبه جنيهاً لكن الصبي ضحك فابتسم، حمل علبته الصغيرة واستعد لعبور الطريق، وقفت أمامه سيارة سوداء، رأي فيها انعكاس الصبي وهو ينظف حذاءاً آخر، وسمعه يقول:
- متنساش دوا أمًّا يا با..
التفت إليه وأومأ مبتسماً، ثم عاد إلى السيارة السوداء، مال على نافذتها وأخرج شيئاً من علبته وهو يقول:
- مناديل يا بيه؟!
21 سبتمبر 2009
هناك 3 تعليقات:
مشاعر عالية .. وأحاسيس جميلة .. انت مبدع يا ميسرة ومستقبلك عظيم
ربنا يكرمك يا مان
ايه الغيبه دى ،، القصتين اجمل من بعض حلوين اوى و رغم قصرهما الا انهما مفعمان بالأحاسيس
اتمنالك مزيد من التقدم
حماده العزيز..
من بعض ما عندكم :))
بسنت العزيزة..
المدونة معدتش مجال براق زي ما كانت زمان.. الفيس بوك واكل الجو لازم نواكب العصر برضه :)
نورتوني ..
إرسال تعليق