السبت، 15 أغسطس 2009

محمد عبد الرحيم الغرباوي!


انطلقت تلك السيارة المسرعة، في ذلك الشارع المزدحم، وكادت أن تصطدم أحد المارة وهى تندفع صاعدةً فوق الرصيف الضيق نوعاً، فتسير بإطاريَّ الجانب الأيمن على الرصيف، على حين تسير بالجانب الأيسر على الطريق..


كان السائق مجنوناً بكل تأكيد، يقود سيارته بسرعة خرافية محطماً كل ما يأتي في طريقه، ووراءه تزأر قافلة من سيارات الشرطة بعويلها المميز..


نظر في مرآته الداخلية، وجدهم يُعدون أسلحتهم النارية.. وقبل أن يتخذ عدته أو يستعد، انطلقت الرصاصات تمطره بلا هوادة أو رحمة..


خلا الطريق أو كاد، وسيطرت الشرطة على الموقف تماماً، وأخذت تطلق رصاصاتها في سخاء..


انحنى برأسه متفاديا ذلك الكم الهائل من الرصاصات، وأدار الأمر في عقله، فوجد أنه لا مفر إلا ذلك الكوبري المزدحم..


وقبل أن يدور إلى اليمين، أطلق الطريق صرخته.. لقد انفجر أحد الإطارات.. كان وضع السيارة لا يسمح بأي مناورة لإنقاذها من الانقلاب على الطريق..


حاول أن يسيطر على السيارة، لكن لم يكن هناك مفر من الانقلاب..


انقلبت السيارة على جانبها الأيسر، وأطلقت سيارات الشرطة صرخات احتجاج على الوقوف المفاجئ في عرض الطريق..


كانت النيران تشتعل في مقدمة السيارة، والدماء تنزل على عينيه فتصيبه بغشاوة، وفجوة سوداء تتسع أمام عينيه، وتجبره على الغوص فيها..


وأمامه مرَّ شريط طويل من الذكريات..


" خلاص.. يبقى نسميه محمد.. محمد عبد الرحيم الغرباوي.. اسم جميل "


" بابا.. متسبنيش يا بابا.. سيبوا بابا يا كلاب.."


" ولا الضآلين.. آمين.. متقلقش يا بابا.. أنا هنتقم لك "


" أرجوك يا محمد يا بني متضيعش نفسك.."


" أنتم قتلتم أبويا قدام عينيا.. تفتكر ليك حق تطلب مني الرحمة "


كل هذا مرّ أمام عينيه، وقبضات رجال الشرطة تنقض عليه، لتحمله من السيارة قبل انفجارها، وتضعه في سيارة الشرطة، لتنطلق به إلى حيث يواجه مصيره..


جالساً وحده في السيارة تذكر..


" أرجوك ارحمني .. سأعطيك مالاً يكفي أهل الأرض جميعاً "


" إخرس.. لقد حرمتني من أبي.. ولن أغفر لك أبداً "


" أبوك كان أحمق، لقد عرضت عليه مليون جنيه.. لكنه كان أحمقاً.. ظن أن الشرف سينفــ..."


لم يكملها.. لم يسمح له.. قطع رأسه، قبل أن يتمها، وانحنى عليه وقال :


- نم في سلام يا والدي.. فقد أخذت بثأرك..


أراد أن يهرب.. لكن الشرطة كانت تراقب ذلك الوغد ورأت كل ما حدث..


كان سيهرب من يديه، ويقع في أيدي الشرطة..


ولكن أين كانت الشرطة حين قتل والده أمام عينيه؟؟


من قتل يُقتل..


وبنفس هذا المبدأ..


سيرتدي البذله الحمراء....



21 أغسطس 2008

مع خالص الاعتذار لكل محمد عبد الرحيم الغرباوي.. فأنا لم أقصدك بتاتاً!!

صحيح متنسوش ترشحوني في المسابقات اللي انتم شايفنها على الجنب دي :))

رمضان كريم


هناك 8 تعليقات:

أية جمال يقول...

جامده جدا يا ميسره
تسلم ايدك

بسنت صلاح الدين يقول...

جميله اوى يا ميسره ،انما انت مختفى ليه كده ،انا مستنيه رأيك كل ده،عموما كل سنه وانت طيب و علطول فى تميز

NilE_QueeN يقول...

انا مذهوله
ايه الجمال دا حبكه رائعه

رمضان كريم

Mysara يقول...

ميرسي يا أية :))

Mysara يقول...

ميرسي يا بسنت :)

انتي عرفتي اللي فيها بقى :)

وانتي طيبة يا ست الكل :)

تسلمي

Mysara يقول...

ملكة النيل :)

ترحيب خاص بأهالي المنصورة :))

ميرسي ربنا يخليكي :)

أتمنى متكونش اخر زيارة بقى :)

الله اكرم كل سنة وانتي طيبة :)

غير معرف يقول...

هقول ايه

بجد بجد مبدع يا ميسره

جوووووووو اون يا ابني

رهيب

Mysara يقول...

ألف شكر يا صاصا :)

أصلك أكيد صاصا الوحيد اللي بيقولي جووو اون :))

منورني يا صاحبي :)