الأحد، 3 مايو 2009

القبعة

مجموعة من القصص القصيرة جداً، كتبتها لأجل مسابقة على الفيس بوك تابعة لجروب (قصص رعب) وقد حصلت على المركز الأول مناصفة مع صديق...

المسابقة كانت عن قصة قصيرة جداً محورها:


القبعة





(1)

يقع على الأرض متخاذلاً.. شفتاه ترتجفان، وعيناه تصرخان بما يشتهيه ويعجز عن قوله لسانه، تصطك أنيابه ويرفع يده الواهنة نحوك في أمل..
تقترب من أبيك وأنت مدرك تماماً أنه يحتاج إلى الدماء، تنحني نحو وجهه وتقرب وريدك العنقي من فمه، يتخيل الدماء التي تندفع في وريدك وهو ينقبض وينبسط من ضربات قلبك المنفعلة، ينظر لك لثوانٍ بعينين تقدران مدى التضحية، ثم يغرز أنيابه في عنقك فتنتفض قبل أن تشعر بخدر يصيبك..
تظل على وضعك حتى يرتوي، ثم تقوم فتراه يستلقي على الأرض ويغمض عينيه في ارتياح راقداً رقاده الأخير، فتمد يدك لترفع عن رأسه تلك القبعة السوداء.. ترتديها وتنظر إلى البدر المنير، وتبتسم ابتسامة واسعة فيرتجف من أنيابك....

***

(2)

تقترب منها في حذر، تريد أن تصنع قبعتك من جلدها، تتلفت حولك كي تتأكد أنه لا أحد في الشارع ليراك، ترفع سكينك فتلمع في ضوء عمود النور الوحيد في الشارع..
تتسلل خلفها في خفة، ويظهر ظلك على الحائط ضخماً جوار ظلها الضئيل، تشعر بك فتلتفت في ذعر، لكنك لا تمنحها الفرصة فتنقض عليها بسرعة البرق فتخرق جسدها الهزيل بسكينك..
تسقط أمامك تنتفض والدماء تسيل منها أنهاراً، ترفع سكينك وتستعد لشق بطنها، تسمعها تموء في ضعف، لكنك تتجاهلها.. تغرز السكين وتبدأ في سلخ جلدها..
تُنهي ما بدأته ثم تعود إلى البيت فتمسك بخيط وتبدأ في تشكيل القبعة..
تنتهي.. تقف أمام المرآة ممسكاً بالقبعة، شاعراً بالرضا..
ترتديها متناسياً أن دماء القطة لم تجف بعد...

***

(3)

تقترب منك وتُلقي في وجهك القبعة التي أهديتها إياها يوماً كي تتذكرك، تصطدم القبعة في صدرك ثم تسقط أمامك على الأرض، تظل تتأملها لحظات ثم تقول بلهجة هادئة: - أين قبعتك؟
تنظر لك في استغراب، لكنك تقول:- أهديتك قبعة وأريد قبعة هدية مثلها..
تسبك وتقول أنك مجنون لكنك تقترب منها، تغرس أسنانك في عنقها وتعضها عضة انتزعت الروح من جسدها، تتركها تشهق شهقاتها الأخيرة، وتتجه إلى المطبخ فتخرج سكيناً كبيرة، تبدأ في سلخ جلدها متجاهلاً الدماء التي تسيل منها..
لا تلقي بالاً لعينيها الجاحظتين اللتين تنظران لك نظرة لا تحيد، تنتهي من تشكيل القبعة، تتجاهل برودتها وترفعها إلى رأسك لترتديها قبل أن تقول: - الآن تعادلنا...

***

(4)

تستيقظ من النوم فتتجه إلى غرفة أمك كعادتك كل صباح لتوقظها، تفتح النافذة كي يدخل ضوء الصباح كما علمتك هى، تتجه نحوها تهزها بيدك وتنادي عليها، لكنها لا ترد وتهتز في يدك كالجيلي..
تهزها بعنف أكثر، وحين ترى عيناها المتسعتين تدرك أنها سافرت كما سافر أبوك من قبل، تشعر بخوف رهيب من الغد فأنت لا تدري من سيدافع عنك الآن عندما يسخر منك الناس قائلين : يا أهبل..
لن تستطيع الحياة وحيداً دونها، فتتجه إلى المطبخ مخرجاً سكيناً حاداً، تبدأ في سلخ جزء كبير من جلدها، تتجاهل الدمع الذي يتساقط من عينيك وتلف الجلد على هيئة قبعة، ثم تلصقه بصمغ قوي..
ترتدي القبعة وترفع يدك تتحسس الجلد الناعم، ثم تغمغم:- الآن لن نفترق يا أمي..

في 16 أبريل 2009

هناك 4 تعليقات:

ftatelmst7el يقول...

القصص كلها روعة بجد
بس يخرب بيت الدموية
القصة الأخيرة بتاعة القبعة دى فظيعة اوى
بجد مدونة روعة ياميسره
ربنا يوفقك دايما يارب ان شاء الله
وتبقى من اكبر الكتاب فى مصر :)

Mysara يقول...

ميرسي يا نونا ده بس من ذوقك..

أنا متواضع موافق أبقى أكبر كتاب العالم بس :))

نورتيني والله..

:)

أية جمال يقول...

لا فظيعه اوى,ولقد اقشعر جسدى منها
بس شكله غاوى يجمع قبعات هههههههه
كده هتخلينى اخاف ومش هاعرف انام النهارده

Mysara يقول...

ههههههههههههه ايه الفصحى دي كلها يا أية :))

ههههههههههههههه معلش بقى عموما انا سهران P:

منورة يا أية :))