
في يوم من الأيام...
في سالف العصر والأوان..
ومن قديم الأزل وسحيق الأزمان..
اللي هو امبارح يوم الجمعة!!!
خرجت من البيت نازل لصلاة الجمعة مررت جوار رجلٍ يرتدي جلباباً مهترئاً مليئاً بالرقع له ذقن غريبة.. لا هى نامية ولا هى حليقة..
كنت أعرف شكله فهو مجنون يقطن بشارعنا.. منذ ولدت وأنا أراه.. لا أدري متى جاء، وكم عمره، وما ظروف حياته، لذا بدا لي مثيراً للغاية أن أسمعه يحادث نفسه قائلاً في خفوت:
- أنا وحيد ومحدش بيسأل علىَّ.. لا أخ ولا أخت.. لا أم ولا أب.. محدش بيسأل علىَّ...
اقتربت منه أكثر كي أصيخ السمع، وقد عزمت في نفسي أن أجعله مادة قصتي القادمة، استمعت إلى حديثه الخافت مع نفسه:
- عايش لوحدي.. محدش بيسأل علىَّ.. لا أخ ولا أخت.. لا أم ولا أب.. لازم أخلص حياتي انهارده...
في نفس اللحظة مررنا جوار (فكهاني) يجلس أمام دكانه الخشبي الصغير، ويدعى عم (علي)... قال بصوت عالي:
- إيه يا واد يا (حماده)؟ عامل إيه؟!
تمتم (حماده) مع نفسه بصوته الخفيض:
- عم (علي) ده أنا مش بطيق أمه.. بس هو الوحيد اللي بيسأل علىَّ..
ثم بصوت عالٍ قال:
- إيه يا عم (علي)؟!
- رايح تصلي ولا إيه يا (حماده)؟!
- آه..
قالها ثم ترك عم (علي) كأنما لم يره، وما زلت أنا أحث الخطا لأكون جواره محاولاً ألا يشعر بمراقبتي له قدر الإمكان..
قال لنفسه مرة أخرى، بنفس الصوت الخافت:
- أنا عايش لوحدي.. لا أخ ولا أخت.. لا أم ولا أب.. محدش بيسأل علىَّ.. أنا لازم أخلص حياتي انهارده.. بعد ما أصلي العصر هرمي نفسي من فوق السطح، وأشوف بقى هيسألوا علىَّ ولا لأ!!
أصابني التوتر لما سمعت كلماته الأخيرة، وبدأت أشعر أني استمع إلى الهذيان الأخير في حياة إنسان، فعزمت أن أظل وراءه حتى بعد الصلاة، لعلي أقدر على منعه من الانتحار..
ولم أشك لحظة في أنه سينفذ كلماته، وقلت لنفسي:
- واضح تماماً إنه منفسن.. وشكله هيعملها ويرمي نفسه..
المهم.. وجدته ينظر لي في تركيز كأنما لفت انتباهه أني أراقبه، فأصابني القلق وسبقته بعدة خطوات ثم انحنيت كأني أعدل ثيابي وأخرج حجراً دخل في (الشبشب)، حتى أصبح جواري فقمت من جديد..
ولم ألبث أن اقتربت منه حتى لمحت شيخاً كبيراً يقترب منا، ويقول بصوت جهوري ضاحك وهو يحيط (حماده) بذراعه:
- إيه يا (حماده) مش ناوي ترمي نفسك من فوق السطح زي كل جمعة؟!!
ما إن سمعت تلك الكلمات حتى انخرطت في ضحك محموم، وأخذا ينظران لي في دهشة كأنني أنا المجنون.....
وتوتة توتة فرغت الحدوتة....
في سالف العصر والأوان..
ومن قديم الأزل وسحيق الأزمان..
اللي هو امبارح يوم الجمعة!!!
خرجت من البيت نازل لصلاة الجمعة مررت جوار رجلٍ يرتدي جلباباً مهترئاً مليئاً بالرقع له ذقن غريبة.. لا هى نامية ولا هى حليقة..
كنت أعرف شكله فهو مجنون يقطن بشارعنا.. منذ ولدت وأنا أراه.. لا أدري متى جاء، وكم عمره، وما ظروف حياته، لذا بدا لي مثيراً للغاية أن أسمعه يحادث نفسه قائلاً في خفوت:
- أنا وحيد ومحدش بيسأل علىَّ.. لا أخ ولا أخت.. لا أم ولا أب.. محدش بيسأل علىَّ...
اقتربت منه أكثر كي أصيخ السمع، وقد عزمت في نفسي أن أجعله مادة قصتي القادمة، استمعت إلى حديثه الخافت مع نفسه:
- عايش لوحدي.. محدش بيسأل علىَّ.. لا أخ ولا أخت.. لا أم ولا أب.. لازم أخلص حياتي انهارده...
في نفس اللحظة مررنا جوار (فكهاني) يجلس أمام دكانه الخشبي الصغير، ويدعى عم (علي)... قال بصوت عالي:
- إيه يا واد يا (حماده)؟ عامل إيه؟!
تمتم (حماده) مع نفسه بصوته الخفيض:
- عم (علي) ده أنا مش بطيق أمه.. بس هو الوحيد اللي بيسأل علىَّ..
ثم بصوت عالٍ قال:
- إيه يا عم (علي)؟!
- رايح تصلي ولا إيه يا (حماده)؟!
- آه..
قالها ثم ترك عم (علي) كأنما لم يره، وما زلت أنا أحث الخطا لأكون جواره محاولاً ألا يشعر بمراقبتي له قدر الإمكان..
قال لنفسه مرة أخرى، بنفس الصوت الخافت:
- أنا عايش لوحدي.. لا أخ ولا أخت.. لا أم ولا أب.. محدش بيسأل علىَّ.. أنا لازم أخلص حياتي انهارده.. بعد ما أصلي العصر هرمي نفسي من فوق السطح، وأشوف بقى هيسألوا علىَّ ولا لأ!!
أصابني التوتر لما سمعت كلماته الأخيرة، وبدأت أشعر أني استمع إلى الهذيان الأخير في حياة إنسان، فعزمت أن أظل وراءه حتى بعد الصلاة، لعلي أقدر على منعه من الانتحار..
ولم أشك لحظة في أنه سينفذ كلماته، وقلت لنفسي:
- واضح تماماً إنه منفسن.. وشكله هيعملها ويرمي نفسه..
المهم.. وجدته ينظر لي في تركيز كأنما لفت انتباهه أني أراقبه، فأصابني القلق وسبقته بعدة خطوات ثم انحنيت كأني أعدل ثيابي وأخرج حجراً دخل في (الشبشب)، حتى أصبح جواري فقمت من جديد..
ولم ألبث أن اقتربت منه حتى لمحت شيخاً كبيراً يقترب منا، ويقول بصوت جهوري ضاحك وهو يحيط (حماده) بذراعه:
- إيه يا (حماده) مش ناوي ترمي نفسك من فوق السطح زي كل جمعة؟!!
ما إن سمعت تلك الكلمات حتى انخرطت في ضحك محموم، وأخذا ينظران لي في دهشة كأنني أنا المجنون.....
وتوتة توتة فرغت الحدوتة....
24 مايو 2009
الأحداث حقيقية تماماً :))
هناك 10 تعليقات:
مممممممممممممممممممممممممممممممممم
مممممممممممممممممممممممممممممممممم
حمادة
يعني اسم الراجل حمــــــــادة
ممممممممممممممممممممممممممممممممممم
ياللا هعديها هي حلوة اوى وفكرتني بواحد زي حمادة بتاعك بس ده من بلدنا هو حمادة وأنا حمادة وصديقي حمادة , وكان عقله شوية خفيف بس التاني كان حتة سكر ودمه زي العسل
تسلم يا جميل ع البوست
وحمادة
يا واد
حماده شكله متعود يرمى نفسه كل جمعه بعد الصلاه و انت ولا دارى بحاجه، بس خلى بالك برضه لا يجى يوم يعملها
هههههههههههههههههههههههههههههههه
معلش بقى يا حماده جت كده مجاش في بالي والله...
مساء الفل يا حمادة :))
هههههههههههههههههههههههه
شكله كده يا بسنت، انا هستعد وأجهز ملاية بيضة كبيرة واروح كل جمعة بعد العصر استنى تحت العمارة :))
منوراني...
هههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
حلو البوست ده أنا لو كنت مكانك ماكنتش هاخاطر و أمشي جنبه أساسا :) بس الوحده أكيد بتخلي الواحد مش مزبوط :)
ههههههههههههههههههههههههه
نورت يا هيثوم.. وفعلاً الوحدة بتخلي الواحد في السلانكتيه خالص :)))
جميله
بس حماده ده فى الضياع
هههههههههههه
انتي الأجمل يا أية :)
بس فعلاً حماده في الضياااااع خالص :)))
منوراني ..
هههههههههههههه
حصلتلك شخصيا ؟
اوعى تكون انت حمادة ياميسره وبتشتغلنا :D
بجد قصة تحفة وضحكتنى اوى
ورغم انك كتبتها كوميدى بس بجد صعبان عليا اوى حمادة
تبقى تسأل عليه ياميسره :D
تسلم ايدك
هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
لا مش أنا والله :))))
منوراني والله يا أنوس :))
إرسال تعليق