
عواء قط...
***
يسير في ذلك الشارع الواسع، إنه الليل حين يرسم بريشته صورة الصمت، الظلام يملك مقاليد الأمور، وهو يسير..
لا يزال يسير، يتجاهل عواء القطط التي تصرخ هنا وهناك، يضرب حجراً يقف في طريق قدمه، إنه لا يرغب في الذهاب لكن قدماه تسوقانه، يحاول التراجع لكن لا سبيل...
يرى ضوءاً أزرقاً بعيداً فيتسارع نبضه...
لا يزال يسير، يتجاهل عواء القطط التي تصرخ هنا وهناك، يضرب حجراً يقف في طريق قدمه، إنه لا يرغب في الذهاب لكن قدماه تسوقانه، يحاول التراجع لكن لا سبيل...
يرى ضوءاً أزرقاً بعيداً فيتسارع نبضه...
***
عواء قط..
وصرخات بشر...
وصرخات بشر...
***
يسقط على الأرض مرتجفاً، يقيء، يشعر بالاختناق، ما كان يجب أن يضاعف الجرعة اليوم، لكنه حقاً أراد أن ينسى، نسى وعوده التي أبرمها مع نفسه يوماً؛ بأنه سيتوقف عن الإدمان ويصبح إنساناً صالحاً...
لمَ يصرخ هؤلاء الحمقى؟!! إنه لم يكن في حالٍ أفضل من الآن!.. الاختناق زال، وإن كان الهواء لم يصل إلى رئتيه بعد..
أيادٍ تحمله وهو لا يقدر على مقاومتها، يشعر بالعجز ويفقد الإحساس بأطرافه، لكن عقله صافٍ كشعاع شمس لم يصل إلى الأرض بعد..
لمَ ينقذونه؟! إنه حقاً يريد الموت..
الموت وحده قد يجعله ينسى...
لمَ يصرخ هؤلاء الحمقى؟!! إنه لم يكن في حالٍ أفضل من الآن!.. الاختناق زال، وإن كان الهواء لم يصل إلى رئتيه بعد..
أيادٍ تحمله وهو لا يقدر على مقاومتها، يشعر بالعجز ويفقد الإحساس بأطرافه، لكن عقله صافٍ كشعاع شمس لم يصل إلى الأرض بعد..
لمَ ينقذونه؟! إنه حقاً يريد الموت..
الموت وحده قد يجعله ينسى...
***
عواء قط..
صرخات بشر..
وعويل سيارة إسعاف...
صرخات بشر..
وعويل سيارة إسعاف...
***
يرقد فوق محفة بيضاء، يدٌ تضع على وجهه قناعاً شفافاً، يهز رأسه رافضاً لكن اليد تمسك برأسه في قوة، وتجبرها على ارتداء القناع..
لم يصدق أنه سيتذكر ذلك المكان بعد كل تلك السنين، لكنه تذكر وقادته قدماه إلى هناك، بالتأكيد صاحب المكان يسبه الآن ويلعنه، فهو قد جعل الشرطة تنتبه إلى وكر المخدرات ذلك...
يرقد فوق محفة بيضاء، يدٌ تضع على وجهه قناعاً شفافاً، يهز رأسه رافضاً لكن اليد تمسك برأسه في قوة، وتجبرها على ارتداء القناع..
لم يصدق أنه سيتذكر ذلك المكان بعد كل تلك السنين، لكنه تذكر وقادته قدماه إلى هناك، بالتأكيد صاحب المكان يسبه الآن ويلعنه، فهو قد جعل الشرطة تنتبه إلى وكر المخدرات ذلك...
***
عواء قط..
صرخات بشر..
عويل سيارة إسعاف..
وحفيف محفة تصـــــــعد..
صرخات بشر..
عويل سيارة إسعاف..
وحفيف محفة تصـــــــعد..
***
عيناه مغمضتان لا يقدر على فتحهما، الأصوات مضطربة حوله، لكنه لا يفقه منها شيئاً، لا يميز إن كانوا رجالاً أم نساءً أم هم خليط بين الاثنين..
يضعونه فوق شيء طري.. سرير على ما يبدو.. أيادٍ تفتح له قميصه، ثم شيءٌ بارد يصطدم بصدره...
صوت يقول: - إن قلبه يوشك على التوقف... صدمات كهربائية.. هيا...
حين سافر كان هذا ليبتعد عن المخدرات، لم يسعَ يوماً من أجل المال، فأبوه عاش من أجل المال، ومات من أجله، ولم ينتفع به قط!.. بل تركه لابنه كي يبعثره على ملذاته ويدمن المخدرات...
سافر محاولاً أن يتغير، لا يدري إن كان قد نجح، أم أن التغيير يحتاج إلى إرادة أقوى من تلك التي يمتلكها؟!..
كل ما يذكره هو ما رآى حين عاد من السفر...
ودقات قلبٍ يرتجــــــــــــــــــــــف...
يضعونه فوق شيء طري.. سرير على ما يبدو.. أيادٍ تفتح له قميصه، ثم شيءٌ بارد يصطدم بصدره...
صوت يقول: - إن قلبه يوشك على التوقف... صدمات كهربائية.. هيا...
حين سافر كان هذا ليبتعد عن المخدرات، لم يسعَ يوماً من أجل المال، فأبوه عاش من أجل المال، ومات من أجله، ولم ينتفع به قط!.. بل تركه لابنه كي يبعثره على ملذاته ويدمن المخدرات...
سافر محاولاً أن يتغير، لا يدري إن كان قد نجح، أم أن التغيير يحتاج إلى إرادة أقوى من تلك التي يمتلكها؟!..
كل ما يذكره هو ما رآى حين عاد من السفر...
***
عواء قط..
صرخات بشر..
عويل سيارة إسعاف..
حفيف محفةٍ تصـــــــــعد..
وكهرباء عاتية تسري في جسد...
صرخات بشر..
عويل سيارة إسعاف..
حفيف محفةٍ تصـــــــــعد..
وكهرباء عاتية تسري في جسد...
***
ينتفض مع الكهرباء التي تسري في جسده، يرتجف ثم تهمد حركته، العرق يتصبب على جبهته، ثم ينتفض من جديد...
لا فائدة!! - كذا يردد بينه وبين نفسه - قد أوشكت النهاية.. فهنيئاً له فقد اقتربت آلامه من الشفاء!!
لا فائدة!! - كذا يردد بينه وبين نفسه - قد أوشكت النهاية.. فهنيئاً له فقد اقتربت آلامه من الشفاء!!
***
عواء قط..
صرخات بشر..
عويل سيارة إسعاف..
حفيف محفةٍ تصــــــــعد..
كهرباء عاتية تسري في جسد..
صرخات بشر..
عويل سيارة إسعاف..
حفيف محفةٍ تصــــــــعد..
كهرباء عاتية تسري في جسد..
ودقات قلبٍ يرتجــــــــــــــــــــــف...
***
أمه عارية تلثم شفاهها ذلك الرجل.. كيف ينسى هذا المشهد؟!!
عاد من السفر دون تخطيط، فجأة اكتشف أن له وطن، وفجأةً - أيضاً - اكتشف أنه لم يفعل شيئاً في غربته... قرر العودة.. ويا ليته ما فعل!
فتح الباب، سمع جلبة بالداخل، خطوةٌ إلى الأمام و..........
عاد من السفر دون تخطيط، فجأة اكتشف أن له وطن، وفجأةً - أيضاً - اكتشف أنه لم يفعل شيئاً في غربته... قرر العودة.. ويا ليته ما فعل!
فتح الباب، سمع جلبة بالداخل، خطوةٌ إلى الأمام و..........
***
عواء قط..
صرخات بشر..
عويل سيارة إسعاف..
حفيف محفةٍ تصـــــــــعد..
كهرباء عاتية تسري في جسد..
دقات قلبٍ يرتجــــــــــــــــــــــــــــف..
حشرجـــــة إنســــــــانٍ يحتضـــــــــــــــــــر..
وصوت طبيبٍ يقول: - جرعة مخدر زائدة.. لا جريمة!!....
صرخات بشر..
عويل سيارة إسعاف..
حفيف محفةٍ تصـــــــــعد..
كهرباء عاتية تسري في جسد..
دقات قلبٍ يرتجــــــــــــــــــــــــــــف..
حشرجـــــة إنســــــــانٍ يحتضـــــــــــــــــــر..
وصوت طبيبٍ يقول: - جرعة مخدر زائدة.. لا جريمة!!....
6 مايو 2009
شكر خاص لد. محمد الدسوقي
شكر خاص لد. محمد الدسوقي
... ل
هناك 6 تعليقات:
انت هايل والله ،لك منى كل تقدير،كلماتك رائعه و القصه تناقش قضيه مهمه و لها مغزى، بالتوفيق
ربنا يخليكي يا بسنت، إطراء لا أستحقه..
كل الشكر لكِ...
جميله جدا يا ميسره أسلوب تتابع الأحداث و اللقطات رائعه :)
ربنا يخليك يا هيثوم..
احنا بنتعلم منك يا كبير :)
لا جميله جدا بجد
وطريقه السرد تحفه
أنتي أجمل يا أية :))
ميرسي ربنا يخليكي منورة والله :)
إرسال تعليق