
الثالثة صباحاً...
استيقظ (مطحون) الزومبي في نشاط جم ، خرج من كهفه القذر القابع فوق ذلك السطح في ذلك الحي العتيق، اتجه نحو الحمام الوحيد في البناية فوجد اثنين يقفان بالترتيب خلف الباب منتظران حتى يخرج من بالداخل، وقف خلفهما في هدوء فهو اعتاد هذا، وحين أتى دوره لم يكن قد فقد كل نشاطه بعد...
خرج إلى الهواء الطلق بعدما كاد يختنق داخل الحمام، أخذ يؤدي التمارين الرياضية في نشاط، فاليوم هو اليوم الأسبوعي لشراء مؤنه من القواقيذ...
كل أسبوع في مثل ذلك اليوم يذهب لشراء خمسة قواقيذ، تكفيه طوال الأسبوع..
انتهى من تمريناته فارتدى نظارة الشمس وطاقية، وأحضر كرسياً صغيراً يسهل فتحه وغلقه وحمله أيضاً، نزل إلى الشارع فكان منظره كأنما ذهب إلى التنزه على الشاطئ، منظر غريب خاصةً في الرابعة فجراً...
وصل إلى منفذ بيع القواقيذ فوجد طابوراً ضخماً، عد الحاضرين فوجدهم 9328482347 زومبياً، فابتسم ابتسامة واسعة وقال لنفسه:
- الحمد لله.. وصلت بدري!!
أخذ مكانه في الطابور ثم فرد كرسيه حيث يقف وجلس عليه مبتسماً، لم يكن الوحيد الذي يملك كرسياً، فهناك من فعل مثله تماماً، وهناك من أحضر حقيبة بها إفطار وملابس داخلية، وهناك من يحمل كمية رهيبة من السكاكين اللامعة وحقيبة بها أدوات إسعاف أولي.. كأنما يوشك على الدخول في معركة حامية الوطيس...
زومبيات هنا وهناك، يقفن في طابور أخر مجاور، يثرثرن، يتأوهن، يجلسن، يقفن، يتعاركن...
كل هذا ولم يفتح المنفذ بعد...
***
الرابعة صباحاً...
مرَّ بائع الجرائد على الطابور، ينادي:
- معايا أحجار.. أخرام.. مهلبية...
كانت الساعة الخامسة تقريباً حين وصل بائع الجرائد إلى حيث يقف (مطحون)...
(مطحون): - ناولني (المهلبية)...
البائع مناولاً إياه: - اتفضل...
أخذ (مطحون) الجريدة فمرر عيناه سريعاً على العناوين، وسرته صورة (لوسيفر) وهو جالس في (مجلس الصوامع) يلقي خطبته عن (القواقيذ)...
حاول أن يقرأ المقال سريعاً....
"...... وقد تفضل سيادة الأب الروحي لجانب النجوم، وصاحب أول مصة دم في التاريخ، بالاجتماع مع مستشاريه من مصاصي الدماء ليناقشوا مشكلة القواقيذ، التي هى الغذاء الأول لشعبنا في جانب النجوم، وقد تم مناقشة الخطوط العريضة فمصاص الدماء (نخانيخو) المسئول عن صومعة الغذاء طالب برفع ثمن القوقاذ الواحد من خمسة زلاليط إلى عشرة، إلا أن (لوسيفر) المبجل – أطال الله عمره وأدامه علينا نعمة وحفظها من الزوال – رفض ذلك المطلب رغم أنه سيعود بالخير لخزانة جانب النجوم، وقال: (إذا زاد ثمن القوقاذ.. فكيف سيتقوقذ شعبي؟!!)، هذا وقد أعرب سيادته عن.........."
جاء صوت البائع مقاطعاً:
- إيه يا أستاذ؟! أنت هتشتري ولا هتقعد تقرأ الجرنان وخلاص؟!
ثم في عصبية استطرد:
- لسه في جيش وراك...
ناوله (مطحون) الجريدة مبتسماً ولا يدري لمَ، ربما كان سعيداً لأن القوقاذ ثمنه لن يزيد عن الخمسة زلاليط...
اقترب النهار وأصبحت الساعة السابعة، وبدأ الخدر يتسرب إلى (مطحون)، ولم يدرِ بنفسه إلا على صوتٍ يصيح:
- حاجة ساقعة بيبس...
وأخر:
- أيوه النخاع الطازة.....
***
التاسعة صباحاً...
في تؤدة تقدم ذلك المستذئب نحو منفذ البيع، أفسحوا له المجال، وعلى وجوهم ابتسامة أمل، فأخيراً حضر صاحب الفرن...
صاح المستذئب:
- اعدلوا الطابور يا زومبي أنت وهو...
كان هذا إيذاناً ببدء المعركة....
***
الحادية عشرة صباحاً...
تدافع رهيب جعل وجه (مطحون) يلتحم بقفا من أمامه، لم يكن يدري أهو يقف على الأرض أم فوق أجساد زومبي...
رائحة عطنة خرجت من تحت إبط ذلك الزومبي أمامه لتتسلل إلى أنفه المتآكلة، الغثيان أصابه بشدة، فأخرج كمامة من حقيبته وارتداها في سرعة، ليس هذا وقتاً مناسباً للإغماء...
***
الثانية ظهراً...
الرجل صاحب السكاكين وقف مشهراً إياها وعيناه تلمعان بالجنون، يحاول أن يقتحم الطابور معتمداً على رهبة الأخرين من السلاح الذي يحمله، دفع واحداً وأخر، ثم أمسك به مستذئب واقف في الطابور وقال:
- عايز ايه يا (....حذفته الرقابة....) يا ابن (.... حذفته الرقابة....)؟
في رعب غمغم المسكين حامل السكين:
- مش عايز حاجة.. أنا أسف..
- أسف؟! وأصرفها منين أسف دي؟!
- أخر مرة.. سامحني...
ضحكة مجلجلة من المستذئب ثم.....
بوم.. بوم... طراك.. طرااااخ... طيخ... طووووخ... دش... بوم...
- حرام عليك يا جدع... خلي عند أنيابك رحمة...
بوم.. طرااااااك.. بوووووش..
- آآآآآآآآه... الحقيني يا أما...
طراااااااخ.. دش... بووووم...
ثم سقط حامل السكين على الأرض وقد تحول إلى عجين.. زحف حتى وصل إلى حقيبته فأخرج منها شاشاً وجبيرة وبدأ في علاج جروحه...
ثم أخرج سكينة أخرى من حقيبته ولمعت عيناه في تحدٍ و......
***
الرابعة عصراً...
وصل (مطحون) أخيراً إلى نافذة البيع، ووجد المستذئب صاحب الفرن يقول له بابتسامة:
- كام قوقاذ؟!
مد (مطحون) يده بخمسة وعشرين زلوطاً، وهو يقول منهكاً:
- خمسة وحياتك... بس يا ريت مفيهمش صراصير، ولا عضم خفافيش، ولا مسامير...
- أنت هتتأمر؟!
- مـ... مقصدش حضرتك.. بس يعنـ...
نظر له صاحب الفرن شرذاً، ثم نادى على عامل بالداخل وقال:
- خمس قواقيذ يا بني...
- معدش فيه (نقيق) عشان نخبز القواقيذ يا ريس...
- يعني أمشي الناس اللي قدامي دي؟!
- آه.. خليهم يجوا بكره يكون (النقيق) جه...
أعاد الزلاليط إلى (مطحون) بابتسامة وقال:
- فوت علينا بكره....
***
جزء من نشرة أخبار التاسعة مساءاً...
" هذا وقد وردتنا الأنباء عن الشغب الذي حدث في منطقة (....) حيث قام زومبي مسلح – صورة (مطحون) تظهر على الشاشة – بمهاجمة الواقفين يستجمون في شمس الصباح، ويُعتقد أن ذلك الزومبي مختل نفسياً و.... "
في نفس الوقت في قسم الشرطة...
مخبر يصفع قفا (مطحون) وضابط يقول:
- عاملي فيها زومبي دكر يا سيد أمك؟
- والله يا باشا ما عملت حاجة... ده البطاقة هى اللي غلط سعادتك...
- متخفش متخفش.. أنت كنت واقف في الطابور ليه؟
- كنت عايز أشتري خمس قواقيذ عشان أكل سعادتك...
- بس كده؟!
ثم أشار إلى المخبر وقال بابتسامة عريضة:
- قوقذوه...
و.......
(......مشهد حذفته الرقابة......)
8 مايو 2009
هناك 4 تعليقات:
القواقيذ دى بتفكرنى بأختراع عندنا اسمه العيش،و يمكن يكون هو العيش و طابوره بغباوته بس متنكر،عموما خلى بالك بقى لتتقوقز،و عندى سؤال بسيط هو مطحون بيقبض كام زلاليط؟؟
كل بوست بتتفوق فيه على نفسك،بالتوفيق ان شاء الله
ههههههههههه فعلا هو بعينه بغباوته وشكله العكر على رأي الشاويش عطيه :))
ربنا يستر :)
اعتقد مطحون بالعافية بيقبضله مية ناب والناب يعادل مية زلوط :))
ميرسي يا بسنت ربنا يخليكي...
منوراني دايماً...
لالالا انا مش متفقه مع بسنت خالص عمره مايحصل الكلام ده فى طابور العيش لا وفين عندنا فى مصر لالالالا,ده اصلا مفيش طابور خالص والعيش كتير والحشرات اكتر..قصدى الفيتامينات اكتر
بجد جميله جدا
هههههههههههههه اه طبعا كل حاجة ماشية تمام يا أية، انا بحب لوسيفر وبعشق الحكومة والشعب في خدمة الشرطة وكل حاجة تمااااااااام :)))
انتي الاجمل يا يويو :))
منوراني دايما :)
إرسال تعليق